حرق أمه في التنور

قصة محمد بن هارون البلخي مع مالك بن دينار


في احد السنوات حج مالك بن دينار..فلما كان اليوم الأول وهو في الحج اذا هو نائم فرأى في منامه صائح يصيح بأنه قد غفر لكل من شهد الموقف الا محمد بن هارون البلخي..فقام مالك فزعا خائفا..محتارا مما رأى وسمع..فهداه تفكيره الي البحث عن البلخي ليتأكد من رؤياه التي رأها.


فبدأ يبحث عن البلخي في مخيمات الحجيج حتى دله احدهم بأن يبحث عنه في مخيم أهل بلخ..وهي منطقه بجوار الفرس.


فذهب لمخيمهم حتى وصل الي خيمة البلخي فدخلها فوجد شخصا يصلي فقعد خلفه..فلما أنتهى المصلي من صلاته التفت الي مالك بن دينار وبادره بالسؤال عن رؤياه!!



ففزع مالك وقال له ومايدريك؟؟ فطلب البلخي ان يخبره أولا عن رؤياه فأخبره فبكى البلخي وبدء يقص قصته..فقد كان على طريق الظلال سنين طويله..وكان مدمن على الخمر يظل يشربه حتى ساعات الصباح.
وفي يوم..وبينما هو يعاقر الخمر حان وقت صلاة الفجر فجاءت أمه تنصحه بأن يدع الخمره ويلبي نداء الرحمن..فغضب غضبا شديد ومسك أمه ورماها في التنور (فرن الخبز) ووقع من شدة السكر ولم يصحوا الا في وقت متأخر ليكتشف جريمته وهي حرقه لأمه...!!!



بعدها تاب البلخي وقرر الحج..ولكنه في كل سنة يقدم عليه احدهم ليخبره عن الرؤيا وهي استثناءه من الغفران.


ظل البلخي 40 سنة يحج في كل سنة منها طمعا بالمغفرة من الجرم الذي ارتكبه..حتى وقت مالك بن دينار.
خرج مالك من عند البلخي وهو لايكاد يصدق ماسمعه...ويحمد الله على توبته..وفي نفس اليوم جاءة نفس الصوت في الرؤيا وبنفس العبارة..وظلت الرؤيا تتكرر حتى جاء أخر يوم من حج تلك السنة.


فجاءة الصوت وقال : قد غفر الله لكم من شهد الموقف وسكت..!!
فقال مالك : وحتى محمد بن هارون البلخي؟!! فقال الصوت وحتى محمد بن هارون البلخي


استيقظ مالك من نومه سريعا وهب راكضا يحمل البشرى للبلخي..فلما اقترب من مخيم البلخيين وجد ازدحام شديد عند خيمة محمد بن هارون..حتى لايكاد يصل الي بابها..فقام يسئل عن السبب..فقالوا اليوم مات محمد بن هارون البلخي!!!


وفي رواية اخرى


قيل انه حضر له وبشره بقبول حجته وان اول من يشفع له بدخول الجنة امه التي رماها بالتنور
فشهق شهقه فمات في حينه


0000