إن من أسس حصد الأجر , و مفارقة الذنوب , الحياء من الله و
الإحساس بوجوده و مراقبته لنا في كل وقت و عبادته , كأننا
نراه , قال تعالى : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم
مافي البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في
ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في
كتاب مبين) الأنعام 59
فهو عليم بما في صدورنا و ما توسوس به أنفسنا
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) [ ق : 16]
و الإحساس بوجود الله يجعل الإنسان
يفكر في كل كلمة يقولها , و لكل أمر ينوي فعله دراسة و
حساب
و ذلك كله لكي يرضي الله و يتقيه
فيصبح حديثه طيبا
و أفعاله صالحة عفيفة , ترضي الله حتى و لم ترضي الناس.
كثير منا ينسى بأن الله يراقبه في كل لحظة
و يظن فقط بأن أعين الناس هي من يجب أخذها بعين الإعتبار
فإن كان في غفلة من أعينهم , أتى بالكثير من الأمور التي تغضب الله
و الأمر المحير و السؤال المطروح على هؤلاء
كيف لا ترضى بأن يراك الناس على خطيئة و هم خلق مثلك, و
ترضى بأن يراك الله و هو الخالق العظيم ؟
هل تخاف من سمعتك أمام الناس و لا تخاف عليها أمام الله !!
يجب أن نتذكر بأن الله سيحاسبنا على أفعالنا السيئة , و يفضحنا
أمام كل الخلق يوم القيامة
ما لم نتب إليه و نندم على ما فعلنا و نستغفره بالعشي و الإبكار
و الإحساس بمراقبة الله تولد لنا الشعور بالمسؤولية عن أعمالنا و أقوالنا
و بذلك سنقلص كل يوم من أخطائنا و نتفاداها , وتخيلوا
ما سينم عن ذلك من خير لنا
فمن قدر الله حق قدره نعم بالدنيا و الآخرة
فندعوك يا ربنا يا سامع الدعاء يا من تسمع همسات قلوبنا
يا من تخلق الشيء من لا شيء و يا من تحيي و تميت
أن تجعل قلوبنا خافقة بطاعتك و عبادتك
و ألسنتنا عامرة بذكرك , مفارقة لمعصيتك
و صلى الله على نبينا محمدا و على آله و صحبه أجمعين
دمتم بكل خير
و لا تنسونا من صالح دعائكم