الوزير و المجنون ..
مرّ الوزير العباسيّ ثمامة بن أشرس
بمجنون تبدو عليه صحّة العقل ، فسأله المجنون :
متى يجد النائم لذة النوم أيها الوزير ؟
حين يستيقظ .
كيف يجد اللذة وقد فارقه النوم ؟!
بل قبل النوم .
كيف يتلذذ بالنوم وهو لم ينم ؟!
بل في حال النوم .
كيف يجدها وهو لا يشعر بشيء ؟!
فتعجب الوزير وانصرف عنه .
قد أتعبت الأمة ..
رأى أحد الصالحين الخليفة هارون الرشيد ,فصاح به : ياهارون , لقد أتعبت الأمة , ولم يستقم أمرك. فأمر حراس فأحضروه فسأله بحنق : ما حملك على أن تناديني باسمي دون كنتي !؟ فقال : إن الله كني أعداءه فقال : (( تبت يدا أبي لهب وتب )) و سمى أولياءه فقال : [ يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ] , [ يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ] .
فعفا عنه .
العمل إكرام ..
قال الأصمعي : مررت بكناس في بعض الطرق , وهو ينشد : وأكرم نفسي إنني إهنتها -وحقك -لم تكرم على أحد بعدي . فقلت له : وعن أي شيء أكرمتها وهذه الكناسة على عاتقك ؟ فقال : عن الوقوف بباب اللئام .
علام الهم !؟
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلاً مهموماً , فقال له : أيها الرجل : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ قال : لا . قال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك ؟قال : لا . قال إبرهيم : فعلام الهم إذن ؟!
جرأة
قدم إلى الحجاج أسرى كانوا في ثورة ابن الأشعث فتقدم رجل منهم .فقال : أيها الأمير , إن لي عليك حقاً . قال : وما حقك . قال : سبك ابن الأشعث يوماً فرددت عليه . قال : ومن يشهد بهذا ؟ فقام أحد الأسرى , فشهد بصدق الرجل . فقال له الحجاج : وأنت لماذا لم ترد على ابن الأشعث مثله ؟ قال : لأنني أبغضك أيها الأمير . فأمر الحجاج أن يخلى عن الأول لحقه ,وعن الثاني لصدقه وجرأته .
أدب نفسك إذن ..
لما دخل إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة البصرة قال : هممت أن أؤدب من خالف أبا حنيفة في مسألة . فقال له قائل : وهل كان أبو حنيفة يؤدب من خالفه ؟ قال : لا . فقيل له : فأدب نفسك أولاً , فقد خالفته .
الفضول
قال رجل للأحنف بن قيس : بأي شيء صرت سيداً في قومك بني تميم وما أنت بأجودهم ولا أشجعهم ولا أجملهم ولا أشرفهم !؟ قال الأحنف : سدت قومي لأنني بخلاف ما أنت فيه . قال الرجل : وما خلاف ما أنا فيه . قال الأحنف : تركن ما لا يعنيني من أمور الناس مثلما عناك من أمري ما لا يعنيك .
***
السخاء الحق ..
قالت امرأة لحيان بن هلال : ما السخاء في الدين ؟ قال : أن تعبدي الله بنفس سخية غير مكرهة . قالت : أتريدون على ذلك أجراً ؟ قال : نعم , لأن الله وعد بالحسنة عشر أمثالها . قالت فإذا أعطيتم واحدةً وأخذتم عشراً , فأي شيء سخوتم به . إنما السخاء أن تعبدوا الله متلذذين بطاعته , لا تريدون بذلك أجراً . ألا تستحون أن يطلع الله على قلوبكم , فيعلم أنكم تريدون شيئاً بشيء !؟ .
فصاحة و علم ..
أعجب الصمعي ببلاغة امرأة تكلمت عنده , فقال ما أحسن كلامك ! فقالت : و هل بقي بعد القرآن بلاغة ؟
إن آية واحدة جمعت أمرين و نهيين و بشارتين
فقال الصمعي : بالله أسمعيني . فقرأت قوله تعالى : ( و أوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمًّ و لاتخافي و لا تحزني إنا رادُّوه إليكِ و جاعلوه من المرسلينَ ) .
فأعجبه علمهُا أكثر مما أدهشَته فصاحتُا .
--------------------------------------------------------------------------------