في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199
شرح الآية ودلالاتها:
هذه الآية جامعة لحسن الخُلِقِِ مع الناس، وقد بينت أنه ينبغي في معاملتهم مراعاة ما يلي:
1. أخذ العفو، وهو ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم مالا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به من قول وفعل جميل، أو ما هو دون ذلك، ويتجوز عن تقصيرهم، ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، و لا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف، والمقابلة بما تقتضيه الحال، وتنشرح له صدورهم.
2. الأمر بالمعروف، أي بكل قول حسن، وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية، أو دنيوية.
3. الإعراض عن الجاهل وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله فلا تؤذه، ومن حرمك فلا تحرمه، ومن قطعك فصِلْه، ومن ظلمك فاعدل فيه.
انظر: تفسير ابن سعدي ص276 (ط. اللويحق)
أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعون فلا يستجاب لكم )
الترمذي (2169)
- المعروف: اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله، والتقرب إليه، والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات.
- أفاد الحديث أن أحد الأمرين واقع:
إما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإما إنزال العذاب من ربكم، ثم عدم استجابة الدعاء لدفعه عنكم.
•وفي هذا وعيد شديد على إهمال هذا الواجب.
•وفيه: أنه إذا نزل العذاب فإنه يعم الطالح والصالح.
•وفيه: وجوب الأخذ على يد السفيه ممن له ذلك، كالحاكم على الرعية، والوالد على من تحت يده، فكل راع مسئول عن رعيته